لماذا يحدث لكي هذا يا فلسطين

[size=18]
قبل أكثر من اثني عشر قرناً في خلافة أمير المؤمنين المعتصم، صرخت امرأة عربية مسلمة قائلة: وامعتصماه! فما أن سمع الخليفة هذا النداء حتى هب لنصرة هذه المرأة المسلمة وهي في بلدة بعيدة تسمى زبطرة على حدود الروم، ولم يثنيه عن عزمه نبوءات المنجمين، فجهز جيشه وقاتل الروم وقتل منهم تسعين ألفاً!

وحق لهذا الحاكم العربي المسلم أن يخلد الزمان سيرته وعمله العظيم، وحق لشاعر العرب أبي تمام أن يخلد هذه المعركة الكبيرة بقصيدته المشهورة التي مطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب

ولكن أين الجد في هذا الزمان وقد غلب اللعب على أعمالنا، فها هي فلسطين، بلد من بلاد المسلمين، فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أتعرفون ما معنى أن فيها حرماً شريفاً! الحرم الشريف هو الذي شرفه الله تعالى واختصه وشرفه بمعراج سيد المرسلين محمد بن عبدالله منه إلى السماء.

ما الذي فعله الحكام العرب تجاه هذا العدوان الغاشم على هذا البلد المسلم؟
أين الإسلام بل أين العروبة إن لم يكن الإسلام يجمع شمل هؤلا البشر؟

منذ شهور وغزة تتعرض لمختلف أنواع الاعتداءات من قتل وتدمير وتييم أطفال وترميل نساء، فماذا فعل العرب والمسلمون؟

وها هي بلدة بيت حانون تتعرض لعدوان لم تشهد مثله فيما سبق، والعشرات من المسلمين يقتلون ولا ناصر لهم؟

أليس هؤلاء الفلسطينيين مسلمين، أليسوا عرباً، أليسوا بشراً وذلك أضعف الإيمان؟

أهان هؤلاء البشر واستبيحت دماؤهم هكذا علانية أمام الجميع؟

لو تعرض بلد خليجي لعدوان وقتل منه فرد واحد، ماذا ستكون النتيجة؟ ستنطلق الطائرات وتجهز الجيوش للدفاع عن البلد الخليجي، ولكن لتذهب فلسطين إلى الجحيم، هذا يريد العرب.

حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
]