يحتل الطرب الحساني حيزا هاما في حياة المجتمع الصحراوي، فهو يعبر عن موقف المبدع وتأملاته. ويؤدي دورا أساسيا في ترسيخ الإحساس الجماعي، والغناء والطرب عند سكان الصحراء يشكلان في حقيقتهما تعبيرا صوفيا وروحيا.
وفي الموسيقى الحسانية يظهر بوضوح المزج الحاصل بين الموسيقى العربية والإفريقية، وتظهر بصمات هذه الأخيرة جلية في الإيقاع الذي تكون مصدره مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية يعزف عليها الفنان "إيكيو"، وهذه الآلات الموسيقية هي آلات تقليدية كـ "آردين" و "تيدنيت"، وتعزف وفق نظام صوتي متناغم يعرف بـ "أزوان". وقد أثارت هذه الموسيقى شغف الكثير من الدارسين والباحثين الذين وجدوا فيها رافدا موسيقيا فريدا.
وتتشكل المقامات في الموسيقى الحسانية من خمسة أقسام هي: كرْ، فاغوُ، لكحالْ، لبياظْ، بيكِ، وتغنى هذه المقامات في ثلاثة أشكال: الجانبة الكحلة والجانبة البيظة ولكنيدية.
بينما تستخدم في هذه الموسيقى مجموعة من الآلات التقليدية، وتنقسم إلى صنفين: آلات موسيقية رئيسية وآلات موسيقية مكملة. وتشتمل الآلات الرئيسية على آلتين هما آلة "التدنيت" وتتكون من طبل مصنوع من الخشب وعليه طبقة من جلد الغنم وعود من الخشب مصنوع من شجرة محلية تدعى "التيدوم"، ولها أوتار تدعى الأعصاب كانت قديما تصنع من ذيول الخيل ويعزف عليها في الغالب الرجال، في حين تعزف النساء على آلة "آردين"، وهي آلة موسيقية مصنوعة من طبل خشبي عليه طبقة من جلد الغنم وعود من الخشب مصنوع من شجرة "التيدوم"، وتتكون هي الأخري من أوتار تنقسم إلى قسمين: طويلة تسمى "أتشبطن"، وقصيرة تسمى "لمهار".
أما الآلات المكملة فهي آلات محسنة للنغم، وهي: الطبل والربابة والمزمار. فالطبل يصنع عادة من الخشب وجلد البقر، بالإضافة إلى الربابة والمزمار المعروفين عند العرب.